أفضل نظام صحي في العالم

أفضل نظام صحي في العالم

كوستاريكا هي الدولة الوحيدة عالميا التي تقدم الخدمة الطبية على نفس المستوى العالى لمواطنيها والمقيمين بها وحتى زائريها من اى جنسية وبدون تفرقة. وقد تستغرب ان حق الرعاية الصحية غير منصوص عليه في الدستور مثلما الحال في مصر وان كان الدستور ينص على تقديس قيمة الحياة واحترامها ولهذا السبب يستطيع اى مواطن او زائر الدولة ان يذهب الى الطواريء في اى مستشفى لتلقى العلاج بالمجان في جميع الحالات الطارئة.

بدا النظام الصحي في كوستاريكا في عام 1941 كنظام لخدمة الطبقة العاملة اى ان منبعه هو الطبقة العاملة التى ارادت لنفسها خدمة طبية راقية قي مقابل استقطاع اختياري لجزء من الأجر. ثم تحول النظام ليشمل كل الدولة مع إدارة مستقلة لأمواله منذ عام 1949. تدير هذه المنظومة الصحية المتكاملة هيئة تسمى التأمين الصحى الوطني او كما تعرف هناك باسم Caja. وتتم الادارة الخاصة كالتالي:

١-يدفع جميع العاملين بالدولة والقطاع الخاص بمقتضى القانون ما بين 7-11% من الدخل الشهري الى ال Caja والتي تغطي التأمين الصحي للزوجين كما تقوم الدولة بدفع الحد الأدنى 7% للهيئة بالنيابة عن الطبقات الفقيرة والتي دون مستوى معين من الدخل.

٢-تمتلك ال Caja جميع المستشفيات الحكومية والجامعية والتي يعمل بها الاخصائيون والكشف والعلاج وجميع الفحوص والجراحات كما ذكرت بالمجان

٣- تقوم ال Caja بتحديد طبيب رعاية أولية لكل مواطن ولا يمكن للمريض ان يعرض على الأخصائي او الاستشاري او دخول المستشفى في غير الحالات الحرجة دون تحويل من طبيب الرعاية الأولية. لكل طبيب نسبة من المرضى محددة بعناية وفقا لعدد الأطباء للتعداد العام للسكان وحسب موقعهم الجغرافي.

٤- الأدوية التى يستطيع طبيب الرعاية الأولية كتابتها محددة بعناية عن طريق لجنة من الاستشاريين في كل تخصص والعلاج كما ذكرت بالمجان

٥- تدير نفس الهيئة نظام تأميني خاص بأجر معتدل يستطيع المواطن شراءه بالاضافة الي التأمين الإجباري ويمكن هذا التأمين الخاص المريض في اختيار طبيبه كما يغطي 80% من اجر الكشف في العيادات الخاصة والمستشفيات الخاصة التى تمتلكها ايضا هذه الهيئة.

٦- جميع المستشفيات العامة والخاصة على نفس المستوى تماما ويتبع كلاهما نفس هيئة التأمين.

٧- يستطيع الأجانب والزائرين دخول المستشفيات الخاصة فقط في الحالات غير الحرجة بينما تستقبلهم المستشفيات العامة والخاصة في حالات الطواريء

٨- جميع الأطباء بالدولة يعملون من خلال ال Caja لمدة 8 ساعات يوميا ولكن بامكانهم فتح عيادات خاصة تستقبل فقط المرضى من ذوي التأمين الخاص.

٩- حيث ان التأمين العام والخاص يتبعان هيئة واحدة يستطيع المريض الكشف في النظام العام ولكن لاستعجال اجراء الفحوص او الإشاعات يمكنه إجرائها في التأمين الخاص من مستشفيات او عيادات.

١٠- يجتمع دوريا نخبة من الاستشاريين في كل تخصص لتحديد الأدوية التى يمكن لطبيب الرعاية الأولية والأخصائي والاستشاري كتابتها.

١١- تنتشر الصيدليات في كل ركن من الدولة ويسمح للصيدلي بإعطاء الاستشارة الطبية في بعض الحالات البسيطة والمحددة كما يسمح للصيدلي بكتابة بعض الأدوية المحددة بدقة لخفض الضغط على الأطباء وعلاج بعض الحالات الطارئة. وما دون ذلك لايمكن صرف اى علاج الا بروشتة طبيب. كما يمكن ان ينصح الصيدلي مريضه بالذهاب الى المستشفي في الحالات الطارئة.

١٢- تقوم هيئة التأمين بالتوعية الطبية والطب الوقائي والتطعيمات ومراقبة الغذاء والدواء في الدولة.

١٣- يدخل علاج الأسنان والعيون ضمن منظومة التأمين العام.

١٤- توجد رقابة جيدة وفعالة على جميع اجزاء المنظومة الصحية وبصورة دورية ويعتبر جريمة احتيال الخروج عن هذا النظام المحكم.

١٥- يقوم الاستشاريون في كل تخصص بالتعليم الطبي المستمر لأطباء الرعاية الأولية والذي يلزم لتجديد ترخيصهم عدد محدد من ساعات التعليم الطبي سنويا.

لقد نجحت كوستاريكا في خفض الزيارة للأطباء بدون داعي الى اعلى النسب العالمية وخفض الاستهلاك العشوائي للادوية الى درجة كبيرة مما ساهم كثيرا في خفض التكلفة الصحية في هذه الدولة ذات الدخل المتوسط للأفراد لذا اعتبرتها منظمة الصحة العالمية النموذج المتكامل للدول المشابهة. كما وجهت الفائض المالي من التوفير الى التطوير التقنى والتكنولوجي وإنشاء مستشفيات جديدة على نطاق عالمي وعالي الجودة. تطورت السياحة العلاجية بشكل غير مسبوق لارتفاع مستوى الجودة وانخفاض التكلفة. قمت بزيارة العديد من المستشفيات التي لاتقل بأى حال من الأحوال عن مثيلتها في الولايات المتحدة الأميركية.

سر نجاح كوستاريكا يكمن في الآتي:

١- جميع المنظومة الصحية تحت هيئة واحدة وليس كما هو الحال في مصر من مستشفيات حكومية وجامعية وعسكرية وخاصة كبيرة او صغيرة تتبع كل منها لجهة ما

٢- جميع الأطباء يعملون من خلال هذه المنظومة وبإجر مجزي. كما يتيح النظام فتح العيادات الخاصة ولكن بنظام مقنن. وهو ما يناسب مصر حيث لا يمكن منع الأطباء من زيادة دخولهم اذا رغبوا في العمل لأوقات إضافية عن العمل الأصلي.

٣- يتعاقد الأطباء مع مستشفيات الهيئة بعقود تجدد سنويا وسواء عمل الطبيب في المستشفيات الخاصة او العامة فان الأجر مماثل لانه يأتي من نفس المنيع

٤- يقوم الصيادلة بعمل مميز فهم ليسوا بائعي دواء ودخولهم المقنن في المنظومة الصحية يفيدها بشكل رائع. وهذا النظام يناسب مصر الى حد كبير بسبب وجوده الغير مقنن في الوقت الحالي

٥- الرقابة الصارمة على معايير الجودة والالتزام بميثاق العمل الطبي في جميع المجالات

٦- الأجر المجزي للأطباء واستخدامهم الأمثل بقدر إمكانيتهم العلمية والعملية.

يبقي ان نقول ان النظام في تطور مستمر وهو مصدر فخر لهذة الدولة النابهة والتى قررت منذ سنوات عديدة التخلي عن انشاء جيش للدولة وتوجيه التكلفة للنهوض بالمنظومة الصحية. يقول احد المسؤولين في كوستاريكا سنقوم فورا بإنشاء جيش اذا تم تهديد المنظومة الصحية او اختل أداؤها. كل هذا وليس في دستورهم ان الرعاية الصحية حق على الدولة لكل مواطن! نتمنى ان يصل هذا التصور الموجز الي السادة المسؤوليين في مصر للنهوض بالصحة في مصر. مع استعدادنا للشرح المستفيض لهذه التجربة الناجحة والتى رايتنها وقارننها بالعديد من التجارب في دول العالم الآخري.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ